صفحة رقم ٨٨
وبدأ بالتسبيح قبل الجواب لأمرين :
أحدهما : تنزيهاً له عما أضيف إليه.
الثاني : خضوعاً لعزته وخوفاً من سطوته.
ثم قال :) إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ( فرد ذلك إلى علمه تعالى، وقد كان الله عالماً به أنه لم يقله، ولكن قاله تقريعاً لمن اتخذ عيسى إلهاً.
) تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ( فيه وجهان.
أحدهما : تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه.
والثاني : تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم.
وفي النفس قولان : أحدهما : أنها عبارة عن الجملة كلها.
والثاني : أنها عبارة عن بعضه، كقولهم قتل فلان نفسه.
) إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : عالم السر والعلانية.
والثاني : عالم ما كان وما يكون.
وفي الفرق بين العالم والعلام وجهان :
أحدهما : أن العلام الذي تقدم علمه، والعالم الذي حدث علمه.
والثاني : أن العلام الذي يعلم ما كان وما يكون، والعالم الذي يعلم ما كان ولا يعلم ما يكون.