صفحة رقم ٦٩
تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون " ( قوله عز وجل :) قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً ( فيه وجهان :
أحدهما : بل سهلت.
الثاني : بل زينت لكم أنفسكم أمراً في قولكم إن ابني سرق وهو لا يسرق، وإنما ذاك لأمر يريده الله تعالى.
) فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ( يعني يوسف وأخيه المأخوذ في السرقة وأخيه المتخلف معه فهم ثلاثة.
) إنه هو العليم الحكيم ( يعني العليم بأمركم، الحكيم في قضائه بما ذكرتم.
قوله عز وجل :) وتولَّى عنهم وقال يا أسفَى على يوسف ( فيه وجهان :
أحدهما : معناه واجزعاه قاله مجاهد، ومنه قول كثير :
فيا أسفا للقلب كيف انصرافُه
وللنفس لما سليت فتسلّتِ
الثاني : معناه يا جزعاه، قاله ابن عباس. قال حسان بن ثابت يرثي رسول الله ( ﷺ ) :
فيا أسفا ما وارت الأرض واستوت
عليه وما تحت السلام المنضد
وفي هذا القول وجهان :
أحدهما : أنه أراد به الشكوى إلى الله تعالى ولم يرد به الشكوى منه رغباً إلى الله تعالى في كشف بلائه.
الثاني : أنه أراد به الدعاء، وفيه قولان :
أحدهما : مضمر وتقديره يا رب ارحم أسفي على يوسف.
) وابيضت عَيْنَاه من الحزن ( فيه قولان :
أحدهما : أنه ضعف بصره لبياض حصل فيه من كثرة بكائه.