ثم ذكر أن مثل الكفار وداعيهم إلى ما أنزل الله، مثل الناعق بما لا يسمع إلا مجرد ألفاظ. ثم ذكر ما هم عليه من الصمم والبكم والعمي، التي هي مانعة من وصول العلوم إلى الإنسان، فلذلك ختم بقوله ﴿فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾، لأن طرق العقل والعلم مفسدة عليهم. ثم نادى المؤمنين نداء خاصاً، وأمرهم بالأكل من الطيب وبالشكر لله. ثم ذكر أشياء مما حرم، وأباح الأكل منها حال الاضطرار، وشرط في تناول ذلك أن لا يكون المضطر باغياً ولا عادياً. ولما أحل أكل الطيبات وحرم ما حرم هنا، ذكر أحوال من كتم ما أنزل الله واشترى به النزر اليسير، لتعتبر هذه الأمة بحال من كتم العلم وباعه بأخس ثمن، إذ أخبر تعالى أنه لا يأكل في بطنه إلا النار، أي ما يوجب أكله النار. وأن الله لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم حين يكلم المؤمنين تكليم رحمة وإحسان. وذكر أنهم مع انتفاء التعليم الذي هو أعلى الرتب للمرؤوس من الرئيس، حيث أهله لمناجاته ومحادثته، وانتفاء الثناء عليهم لهم العذاب المؤلم. ثم بالغ في ذمهم بأن هؤلاء هم الذين آثروا الضلال على الهدى، والعذاب على النعيم. ثم ذكر أنهم بصدد أن يتعجب من جلدهم على النار، وأن ما حصل لهم من العذاب هو بسبب ما أنزل الله من الكتاب فخالفوه. ثم ذكر أن الذين اختلفوا فيما أنزل الله هم في معاداة لا تنقطع.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٧٧
٤٩٦
قبل : ظرف مكان، تقول : زيد قبلك. وشرح المعنى : أنه في المكان الذي هو مقابلك فيه. وقد يتسع فيه فيكون بمعنى : العندية المعنوية. تقول لي : قبل زيد دين. الرقاب : جمع رقبة، والرقبة : مؤخرالعنق، واشتقاقها من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم. ولهذا المعنى يقال : أعتق الله رقبته، ولا يقال : أعتق الله عنقه، لأنها لما سميت رقبة، كانت كأنها تراقب العذاب. ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد : رقوب، لأجل مراعاتها موت ولدها. قال في المنتخب : وفعال جمع يطرد لفعله، سواء كانت اسماً نحو : رقبة ورقاب، أو صفة نحو : حسنة وحسان، وقد يعبر بالرقبة عن الشخص بجملته. البأساء : اسم مشتق من البؤس، إلا أنه مؤنث وليس بصفة، وقيل : هو صفة أقيمت مقام الموصوف. والبؤس والبأساء : الفقر، يقال منه : بئس الرجل، إذا افتقر، قال الشاعر :
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٩٦
٤٩٦
قبل : ظرف مكان، تقول : زيد قبلك. وشرح المعنى : أنه في المكان الذي هو مقابلك فيه. وقد يتسع فيه فيكون بمعنى : العندية المعنوية. تقول لي : قبل زيد دين. الرقاب : جمع رقبة، والرقبة : مؤخرالعنق، واشتقاقها من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم. ولهذا المعنى يقال : أعتق الله رقبته، ولا يقال : أعتق الله عنقه، لأنها لما سميت رقبة، كانت كأنها تراقب العذاب. ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد : رقوب، لأجل مراعاتها موت ولدها. قال في المنتخب : وفعال جمع يطرد لفعله، سواء كانت اسماً نحو : رقبة ورقاب، أو صفة نحو : حسنة وحسان، وقد يعبر بالرقبة عن الشخص بجملته. البأساء : اسم مشتق من البؤس، إلا أنه مؤنث وليس بصفة، وقيل : هو صفة أقيمت مقام الموصوف. والبؤس والبأساء : الفقر، يقال منه : بئس الرجل، إذا افتقر، قال الشاعر :
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٩٦
ولم يك في بؤس إذا بات ليلةيناغي غزالاً ساجي الطرف أكحلا


الصفحة التالية
Icon