آية الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه لا شك فيه ومن أصدق من الله حديثا أي لا أحد أصدق منه فما لكم في المنافقين فئتين قال محمد فئتين نصب على الحال المعنى أي شيء لكم في الاختلاف في أمرهم والله أركسهم بما كسبوا هم قوم من المنافقين كانوا بالمدينة فخرجوا منها إلى مكة ثم خرجوا من مكة إلى اليمامة تجارا فارتدوا عن الإسلام وأظهروا ما في قلوبهم من الشرك فلقيهم المسلمون فكانوا فيهم فئتين أي فرقتين فقال بعضهم قد حلت دماؤهم هم مشركون مرتدون
وقال بعضهم لم تحل دماؤهم هم قوم عرضت لهم فتنة فقال الله فما لكم في المنافقين فئتين وليس يعني أنهم في تلك الحال التي أظهروا فيها الشرك منافقون ولكنه نسبهم إلى خبثهم الذي كانوا عليه مما في قلوبهم من النفاق يقول قال بعضكم كذا وقال بعضكم كذا هلا كنتم فيهم فئه واحدة ولم تختلفوا في قتلهم ثم قال والله أركسهم بما كسبوا ﷺ أي ردهم إلى الشرك بما كان في قلوبهم من الشك والنفاق أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء أي في الكفر شرعا سواء فلا تتخذوا منهم أولياء أي لا توالوهم حتى يهاجروا في سبيل الله فيرجعوا إلى الدار التي خرجوا منها يعني المدينة فإن تولوا وأبوا الهجرة فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ثم استثنى قوما نهى عن قتالهم فقال إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق قال محمد يعني إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ومعنى اتصل انتسب قال يحيى وهؤلاء بنو مدلج كان بينهم وبين قريش عهد وكان بين رسول الله وقريش عهد فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش وهذا منسوخ


الصفحة التالية
Icon