وألا يمكن تخفيفها، نحو سُور ونور - جمع سوار ونوار - لأنه يمكن تبكينُها فتقول : سور ونور، فيخف اللفظ بها.
وألا يُدْغم فيها، نحو تعوَّذ - مصدر تعوذ.
ومعنى ﴿ وَلاَ تَلْوُونَ ﴾ ولا ترجعون، يقال : لَوَى به : ذهب به، ولَوَى عليه : عطف.
قَالَ الشاعرُ :[ الطويل ]
١٦٦٤-................... | أخُو الْجَهْدِ لا يَلْوِي عَلَى مَنْ تَعَذَّرَا |
وقرأ الحسن « تَلُون » بضم التاء - من ألوى وهي لغةٌ في لوى.
وقرأ الحسن « تَلُون » - بواو واحدة - وخرجوها على أنه أبدل الواو همزةً، ثم نقل حركة الهمزة على اللام، ثم حذف الهمزة، على القاعدة، فلم يبق من الكلمة إلا الفاء - وهي اللام - وقال ابنُ عطيةَ :« وحذفت إحدى الواوين للساكنين، وكان قد تقدم أن هذه القراءة هي قراءة مركبةٌ على لغة من يهمز الواوَ، وينقل الحركة ».
وهذا عجيبٌ، بعد أن يجعلها من باب نقل حركةِ الهمزةِ، كيف يعودُ ويقول : حذفت إحدى الواوين للساكنين؟ ويُمكن تخريجُ هذه القراءة على وجعين آخرينِ :
أحدهما : أن يقالَ : استُثقلت الضمةُ على الواو؛ لأنها أختها، فكأنه اجتمع ثلاثُ واواتٍ، فنُقِلت الضمةُ إلى اللامِ، فالتقى ساكنانِ - الواو التي هي عينُ الكلمةِ، والواو التي هي ضميرٌ - فحُذفت الأولى؛ لالتقاء الساكنين، ولو قال ابن عطيةَ هكذا لكان أولى.
الثاني : أن يكون « تَلُونَ » مضارع وَلِي - من الولاية - وإنما عُدِّي ب « على » لأنه ضُمِّن معنى العطف. وقرأ حُميد بن قيس :« على أُحُدٍ » - بضمتين - يريد الجَبَل، والمعنى : ولا تلوون على مَنْ فِي جبل أُحُد، وهو النبي ﷺ قال ابن عطية : والقراءة الشهيرة أقْوى؛ لأن النبي ﷺ لم يكن على الجبل إلا بعدما فَرَّ الناسُ عنه، وهذه الحالُ - من إصعادهم - إنما كانت وهو يدعوهم.
ومعنى الآيةِ : تعرجون، ولا يلتفت بعضٌ إلى بعضٍ.
قوله :« والرسول يدعوكم »، مبتدأ وخبر في محل نصب على الحالِ، العامل فيها « تلوون ».
أي : والرسول يدعوكم في أخراكم ومن ورائكم، يقول :« إليَّ عِبَاد َالله؛ فأنا رسولُ اللهِ، من يكر فله الجنَّةُ ».