فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة لقمان
المراد بلهو الحديث : الجواري المغنيات، وكتب الأعاجم، وقد اشتريت حقيقة.
وقال ابن مسعود : لهو الحديث : الرجل يشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا،
وعن ابن عمر " أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فى لهو الحديث : إنما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل "،
وسبيل اللّه : هو دينه، والهزو : السخرية، مهين : أي تلحقهم به الإهانة، وقرا : أي صمما يمنعهم من السماع.
العمد : واحدها عماد، وهو ما يعمد به أي يسند به، تقول : عمدت الحائط إذا دعمته، رواسى : أي جبالا ثوابت، تميد : أي تضطرب، والبثّ : الإثارة والتفريق كما قال :" كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ " والمراد الإيجاد والإظهار : وزوج : أي صنف، كريم :
أي شريف كثير المنفعة.
لقمان كان نجارا أسود من سودان مصر ذا مشافر آتاه اللّه الحكمة، ومنحه النبوة.
والحكمة : العقل والفطنة، وقد نسب إليه من المقالات الحكيمة شىء كثير، كقوله لابنه : أي بنىّ إن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثيرون، فاجعل سفينتك فيها تقوى اللّه تعالى، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل على اللّه، لعلك تنجو، ولا أراك ناجيا.
وقوله : من كان له من نفسه واعظ، كان له من اللّه حافظ، ومن أنصف الناس من نفسه، زاده اللّه بذلك عزا، والذل فى طاعة اللّه، أقرب من التعزز بالمعصية.
وقوله : يا بنىّ لا تكن حلوا فتبتلع، ولا مرّا فتلفظ.
وقوله : يا بنى إذا أردت أن تواخى رجلا فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه فآخه، وإلا فاحذره.
والشكر : الثناء على اللّه تعالى، وإصابة الحق، وحب الخير للناس، وتوجيه الأعضاء وجميع النعم لما خلقت له.
العظة : تذكير بالخير يرقّ له القلب، والوهن : الضعف، والفصال : الفطام، جاهداك : أي حرصا على متابعتك لهما فى الكفر، أناب : أي رجع، المثقال :