وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة لقمان
وهي مكية قال عبد الله بن عباس هي مكية إلا ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة وهن قوله جل وعز ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام إلى تمام الآيات الثلاث ١ - من ذلك قوله عز وجل ومن الناس من يشتري لهو الحديث آية ٦ روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال سئل عبد الله بن مسعود عن قوله جل وعز ومن الناس من يشتري لهو الحديث فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات
وبغير هذا الإسناد عنه والغناء ينبت في القلب النفاق وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الرجل يشتري الجارية المغنية تغنيه ليلا أو نهارا وروي عن ابن عمر هو الغناء وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول وروى علي بن الحكم عن الضحاك ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال الشرك
وروى جويبر عنه قال الغناء مهلكة للمال مسخطة للرب مقساة غير للقلب وسئل القاسم بن محمد عنه فقال الغناء باطل والباطل في النار قال أبو جعفر وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم عن مجاهد قال الغناء وكل لعب لهو قال أبو جعفر فالمعنى ما يلهيه من الغناء وغيره مما يلهي وقد قال معمر بلغني أن هذه الآية نزلت في رجل من بني عدي يعنى النضر بن الحارث كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ويقول محمد يحدثكم عن عاد وثمود وأنا
أحدثكم عن فارس والروم ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه
٢ - وقوله جل وعز ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا آية ٦ أي ليضل غيره وإذا أضل غيره فقد ضل وليضل هو أي يئول أمره إلى هذا كما قال ربنا ليضلوا عن سبيلك ٣ - وقوله جل وعز كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا آية ٧ قال مجاهد وقرا أي ثقلا ٤ - وقوله جل وعز خلق السموات بغير عمد ترونها


الصفحة التالية
Icon