يجوز أن تكون ترونها بمعنى ترونها بغير عمد ويجوز أن تكون نعتا على قول من قال هي بعمد ولكن لا يرونها قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى معنى واحد لأن من قال إنها بعمد إنما يريد بالعمد قدرة الله جل وعز التي يمسك بها السموات والأرض ٥ - ثم قال جل وعز وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم آية ١٠ أي جبالا ثابتة وقد رسا أي ثبت أن تميد بكم أي كراهة أن تميد بكم يقال ماد يميد إذا اشتدت حركته
٦ - وقوله جل وعز هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه آية ١١ هذا خلق الله يعني ما ذكر من خلق السموات وغيرها فأروني ماذا خلق الذين من دونه أي مما تعبدونه ٧ - ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه بل الظالمون في ضلال مبين آية ١١ ٨ - ثم قال جل وعز ولقد آتينا لقمان الحكمة آية ١٢ روى سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان لقمان من سودان مصر
وقال غيره كان في وقت داود النبي ﷺ قال وهب بن منبه قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب قال مجاهد الحكمة التي أوتيها العقل والفقه والصواب في الكلام من غير نبوة قال زيد بن أسلم الحكمة العقل في دين الله عز وجل ويقال إن ابنه اسمه ثاران ٩ - وقوله جل وعز يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قال الأصمعي الظلم وضع الشئ في غير موضعه
قال أبو جعفر الشرك نسب نعمة الله جل وعز إلى غيره
لأن الله جل وعز الرزاق والمحيي والمميت وقال هو ظالم لنفسه ١٠ - ثم قال جل وعز ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن آية ١٤ وقرأ عيسى وهنا على وهن قال الضحاك الوهن الضعف وكذلك هو في اللغة يقال وهن يهن ووهن يوهن ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف يعني ضعف الحمل وضعف الطلق وضعف النفاس