سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إلى تمام ثلاث آيات قال أبو جعفر فقد تبين أن الكلمات ههنا يراد بها العلم وحقائق الأشياء لأنه علم قبل أن يخلق الخلق ما هو خالق في السموات والأرض من شئ وعلم ما فيه من مثاقيل الذر وعلم الأجناس كلها وما فيها من شعرة وعضو وما في الشجرة من ورقة وما فيها من ضروب الخلق وما يتصرف فيه من ضروب الطعم واللون فلو سمى كل دابة وحدها وسمى أجزائها على ما يعلم من قليلها وكثيرها وما تحولت عليه في الأحوال وما زاد فيها في كل زمان وبين كل شجرة وحدها وما تفرعت عليه وقدر ما ييبس من ذلك في كل زمان ثم
كتب البيان عن كل واحد منها على ما أحاط الله عز وجل منها ثم كان البحر مدادا لذلك البيان الذي بين الله عز وجل تلك الأشياء يمده من بعده سبعة أبحر لكان البيان عن تلك الأشياء أكثر ٢٤ - وقوله جل وعز ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير قال مجاهد إنما يقول كن فيكون القليل والكثير ٢٥ - وقوله جل وعز فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد آية ٣٢ قال مجاهد فمنهم مقتصد في القول وهو كافر وقيل مقتصد أي مقتصد في فعله خبر أن منهم من لا يشرك ٢٦ - وقوله جل وعز وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور
آية ٣٢ قال مجاهد وقتادة الختار الغدور
قال أبو جعفر الختر في كلام العرب أقبح الغدر ٢٧ - وقوله جل وعز فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور آية ٣٣ قال مجاهد والضحاك الغرور الشيطان ٢٨ - وقوله جل وعز إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث روي عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال مفاتح الغيب خمسة وقد ذكرنا هذا بإسناده في سورة الأنعام في قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب الآية.
انتهت سورة لقمان. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٥ صـ ٢٧٧ ـ ٢٩٣﴾


الصفحة التالية
Icon