وقوله: ﴿بِاللَّهِ الْغَرُورُ...﴾
ما غَرّك فهو غَرُور، الشيطان غَرور، والدنيا غرور. وتقول غررته غُروراً ولو قرئِت ولا يغرنّكم بالله الغُرور يريد زينة الأشياء لكان صواباً.
﴿ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ﴾
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ...﴾
فيه تأويل جحد المعنى: ما يعلمهُ غيره ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً﴾ خرج هذا على الجحد. والمعنى الظاهرُ والأوَّل معروف بالضمير للجحد.
وقوله ﴿بِأَيِّ أَرْضٍ﴾ وبأيَّة أرض. فمن قال ﴿بِأَيِّ أَرْضٍ﴾ اجتزأ بتأنيث الأرض من أن يُظهِر فى أىّ تأنيثا آخر، ومن أنَّث قال قد اجتزءوا بأىّ دون ما أضيف إليه، فلا بدّ من التَّأنيث ؛ كقولك: مررت بامرأة، فتقول: أَيَّةٍ، ومررت برجلين فتقول أَيَّيْنِ. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٢ صـ ٣٢٦ ـ ٣٣٠﴾