"وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ" واتركوا هذا الجدال المجرد عن أدلة عقلية صحيحة أو نقلية صريحة لأنها غير مستندة إلى كتاب أو اقتداء برسول "قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ" في هذا الجدال والمراء "ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا" من التقاليد المتناقلة، قال تعالى "أَ وَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ" أي آباءهم الذين كانوا يقتفون آثارهم "إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ٢١" أي أيتبعونهم ولو كانوا كذلك ؟! وهذه الآية على حد قوله تعالى (أَ وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) الآية ١٧٠ من البقرة في ج ٣ بعد قوله حكاية عنهم (بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) والواو هنا حالية والاستفهام للتعجب "وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ" نفسه من اطلاق الجزء وإرادة الكل وإنما صح لأن الإقبال بالوجه إقبال بالكل "إِلَى اللَّهِ" بأن يفوض أمره إليه ويخلص بقلبه وقالبه لجلاله "وَهُوَ مُحْسِنٌ" في أعماله وأقواله "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ" توثق على أتم حال "بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى " القوية من الشدة في الحبل المتين المأمون الانقطاع أي اعتصم بعهد اللّه الذي لا ينقض ووعد اللّه الذي لا يخلف بخلاف عهد ووعد الكفرة الذين لا يهمهم النكث فيه والخلف له لعدم تقيدهم بدين صحيح يرجعون إليه، مثل اللّه تعالى حال المتوكل عليه المخلص له بحال المتدلي من علو أو المترقي إلى فوق المحتاط لنفسه من الوقوع بأن يتمسك بأمتن


الصفحة التالية
Icon