إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحد كم مضى منها ولا كم بقي قال أبو جعفر وقيل يوم القيامة أيام فمنه ما مقداره ألف سنة ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة قال أبو جعفر يوم في اللغة بمعنى وقت فالمعنى على هذا تعرج الملائكة والروح إليه في وقت مقداره ألف سنة وفي وقت آخر أكثر من ذاك وعروجا أكثر من ذاك مقداره خمسون ألف سنة ٥ - وقوله جل وعز الذي أحسن كل شئ خلقه آية ٧ روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتقنه
قال وهو مثل قوله تعالى أعطى كل شئ خلقه أي لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان وقيل أي لم يعجزه
وأحسن ما قيل في هذا ما رواه خصيف عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز أحسن كل شئ خلقه قال أحسن في خلقه جعل الكلب في خلقه حسنا قال أبو جعفر ومعنى هذا أحسن في فعله كما تقول أحسن فلان في قطع اللص ٦ - وقوله جل وعز ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين آية ٨ السلالة للقليل مما ينسل والمهين الضعيف
٧ - وقوله جل وعز وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد آية ١٠ وروى عن الحسن أنه قرأ صللنا بفتح اللام وروى بعضهم بكسر اللام قال مجاهد ضللنا أي أهلكنا قال أبو جعفر معنى ضللنا صرنا ترابا وعظاما فلم نتبين وهو يرجع إلى قول مجاهد ومعنى صللنا بفتح اللام أنتنا وتغيرنا وتغيرت صورنا يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن وتغير ويجوز أن يكون من الصلة وهي الأرض اليابسة ولا يعرف صللنا بكسر اللام