لم يجر القراء (إرم) لأنها فيما ذكروا اسم بلدة، وذكر الكلبى بإسناده أن (إرم) سام بن نوح، فإن كان هكذا اسما فإنما ترِك إجراؤه لأنه كالعجمى. و (إِرم) تابعةٌ لعادٍ، و (العِماد): أنهم كانوا أهل عَمَد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم:
﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُواْ الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿جَابُواْ الصَّخْرَ...﴾ خرقوا الصخر، فاتخذوه بيوتاً.
﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِى الأَوْتَادِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِى الأَوْتَادِ...﴾.
كان إذا غضب الرجل مدّه بين أربعة أوتاد حتى يموت معذبا، وكذلك فعل بامرأته آسية ابنة مزاحم، فسمى بهذا لذلك.
﴿ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ...﴾.
هذه كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب، تُدخل فيه السوط. جرى به الكلام والمثل. ونرى ذلك: أن السوط من عذابهم الذى يعذبون به، فجرى لكل عذاب إِذ كان فيه عندهم غاية العذاب.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ...﴾. يقول: إليه المصير.
﴿ وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ...﴾.
خفف عاصم والأعمش وعامة القراء، وقرأ نافع [أ] وأبو جعفر: (فقدّر) مشددة، يريد (فقتّر) وكلٌّ صواب.
﴿ كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿كَلاَّ...﴾.
لم يكن ينبغى له أن يكون هكذا، ولكن يحمده على الأمرين: على الغنى والفقر.
﴿ وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ...﴾.