وَصُولِ حِبالٍ وكَنَّادِها
فهذا يدل على القطع.
ويقال : كَنَدَ يكْنِد كُنوداً : أي كفر النعمة وجحدها، فهو كنود.
وامرأة كنود أيضاً، وكُنُدٌ مِثله.
قال الأعشى :
أحدِث لها تحدِث لوصلك إنها...
كُنُد لوصلِ الزائر المعتادِ
أي كفور للمواصلة.
وقال ابن عباس : الإنسان هنا الكافر ؛ يقول إنه لكفور ؛ ومنه الأرض الكنود التي لا تنبت شيئاً.
وقال الضحاك : نزلت في الوليد بن المغيرة.
قال المبرد : الكنود : المانع لما عليه.
وأنشد لكثير :
أحدِثْ لها تُحْدِثْ لوصلك إنها...
كُنُدٌ لِوَصل الزائر المعتاد
وقال أبو بكر الواسطي : الكنود : الذي ينفق نِعم الله في معاصي الله.
وقال أبو بكر الوراق : الكنود : الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه.
وقال الترمذي : الذي يرى النعمة ولا يرى المنعِم.
وقال ذو النون المصري : الهلوع.
والكنود : هو الذي إذا مسه الشر جزوع، وإذا مسه الخير منوع.
وقيل : هو الحقود الحسود.
وقيل : هو الجهول لقدره.
وفي الحكمة : من جهِل قدره : هتك سِتره.
قلت : هذه الأقوال كلها ترجع إلى معنى الكفران والجحود.
وقد فسر النبيّ ﷺ معنى الكنود بخصال مذمومة، وأحوال غير محمودة ؛ فإن صح فهو أعلى ما يقال، ولا يبقى لأحد معه مقال.
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)
أي وإن الله عز وجل ثناؤه على ذلك من ابن آدم لشهيد.
كذا روى منصور عن مجاهد ؛ وهو قول أكثر المفسرين، وهو قول ابن عباس.
وقال الحسن وقتادة ومحمد بن كعب :"وإنه" أي وإن الإنسان لشاهد على نفسه بما يصنع ؛ ورُوِي عن مجاهد أيضاً.
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)
قوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ ﴾ أي الإنسان من غير خلاف.
﴿ لِحُبِّ الخير ﴾ أي المال ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ إِن تَرَكَ خَيْراً ﴾ [ البقرة : ١٨٠ ].
وقال عدِيّ :
ماذَا تُرَجِّي النفوسُ من طلبِ ال...
خَيْر وحُبُّ الحياةِ كارِبُها
﴿ لَشَدِيدٌ ﴾ أي لقوِيّ في حبه للمال.