أما لما سمعوا قوله :﴿قُلْ﴾ علموا أنه ينقل هذا التغليظ عن خالق السموات والأرض، فكانوا يتحملونه ولا يعظم تأذيهم به
وخامسها : أن قوله :﴿قُلْ﴾ يوجب كونه رسولاً من عند الله، فكلما قيل له :﴿قُلْ﴾ كان ذلك كالمنشور الجديد في ثبوت رسالته، وذلك يقتضي المبالغة في تعظيم الرسول، فإن الملك إذا فوض مملكته إلى بعض عبيده، فإذا كان يكتب له كل شهر وسنة منشوراً جديداً دل ذلك على غاية اعتنائه بشأنه، وأنه على عزم أن يزيده كل يوم تعظيماً وتشريفاً وسادسها : أن الكفار لما قالوا : نعبد إلهك سنة، وتبعد آلتنا سنة، فكأنه عليه السلام قال : استأمرت إليه فيه.