العشرون : ذكر التوحيد ونفي الأنداد جنة للعارفين ونار للمشركين فاجعل لفظك جنة للموحدين وناراً للمشركين و :﴿قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾
الحادي والعشرون : أن الكفار لما قالوا نعبد إلهك سنة، وتعبد آلهتنا سنة سكت محمد فقال : إن شافهتهم بالرد تأذوا، وحصلت النفرة عن الإسلام في قلوبهم، فكأنه تعالى قال له : يا محمد لم سكت عن الرد، أما الطمع فيما يعدونك من قبول دينك، فلا حاجة بك في هذا المعنى إليهم : فإِنا أعطينك الكوثر وأما الخوف منهم فقد أزلنا عنك الخوف بقولنا :﴿إنَاْ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر﴾ فلا تلتفت إليهم، ولا تبال بكلامهم، وقل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون
الثاني والعشرون : أنسيت يا محمد أني قدمت حقك على حق نفسي، فقلت :﴿لَمْ يَكُنِ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب والمشركين﴾ [ البينه : ١ ] فقدمت أهل الكتاب في الكفر على المشركين لأن طعن أهل الكتاب فيك وطعن المشركين في، فقدمت حقك على حق نفسي وقدمت أهل الكتاب في الذم على المشركين، وأنت أيضاً هكذا كنت تفعل فإنهم لما كسروا سنك قلت :" اللهم اهد قومي " ولما شغلوك يوم الخندق عن الصلاة قلت :" اللهم املأ بطونهم ناراً " فههنا أيضاً قدم حقي على حق نفسك وسواء كنت خائفاً منهم، أو لست خائفاً منهم فأظهر إنكار قولهم : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون
الثالث والعشرون : كأنه تعالى يقول : قصة امرأة زيد واقعة حقيرة بالنسبة إلى هذه الواقعة، ثم إنني هناك ما رضيت منك أن تضمر في قلبك شيئاً ولا تظهره بلسانك، بل قلت لك على سبيل العتاب :﴿وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ وَتَخْشَى الناس والله أَحَقُّ أَن تخشاه﴾ [ الأحزاب : ٣٧ ] فإذا كنت لم أرض منك في تلك الواقعة الحقيرة إلا بالإظهار، وترك المبالاة بأقوال الناس فكيف أرضى منك في هذه المسألة، وهي أعظم المسائل خطراً بالسكوت، قل بصريح لسانك :


الصفحة التالية
Icon