: يا محمد لي إله واحد أقوم له في الليل وأصوم له في النهار، ثم بعد لم أتفرغ من قضاء حق ذرة من ذرات نعمه، فكيف ألتزم عبادة آلهة كثيرة : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون الثامن والثلاثون : أن مريم عليها السلام لما تمثل لها جبريل عليه السلام :
﴿قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بالرحمن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً﴾ [ مريم : ١٨ ] فاستعاذت أن تميل إلى جبريل دون الله أفتستجيز مع كمال رجوليتك أن تميل إلى الأصنام : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون
التاسع والثلاثون : مذهب أبي حنيفة أنه لا يثبت حق الفرقة بالعجز عن النفقة ولا بالعنة الطارئة يقول : لأنه كان قيماً فلا يحسن الإعراض عنه مع أنه تعيب فالحق سبحانه يقول : كنت قيماً ولم أتعيب، فكيف يجوز الإعراض عني : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون الأربعون : هؤلاء الكفار كانوا معترفين بأن الله خالقهم :﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والارض لَيَقُولُنَّ الله﴾ [ لقمان : ٢٥ ] وقال في موضع آخر :﴿أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الارض﴾ [ فاطر : ٤٠ ] فكأنه تعالى يقول : هذه الشركة إما أن تكون مزارعة وذلك باطل، لأن البذر مني والتربية والسقي مني، والحفظ مني، فأي شيء للصنم، أو شركة الوجوه وذلك أيضاً باطل أترى أن الصنم أكثر شهرة وظهوراً مني، أو شركة الأبدان وذلك أيضاً باطل، ون ذلك يستدعي الجنسية، أو شركة العنان، وذلك أيضاً باطل، لأنه لا بد فيه من نصاب فما نصاب الأصنام، أو يقول ليس هذه من باب الشركة لكن الصنم يأخذ بالتغلب نصيباً من الملك، فكأن الرب يقول : ما أشد جهلكم إن هذا الصنم أكثر عجزاً من الذبابة :﴿إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً﴾ [ الحج : ٧٣ ] فأنا أخلق البذر ثم ألقيه في الأرض، فالتربية والسقي والحفظ مني.


الصفحة التالية
Icon