السؤال الثالث : قوله ههنا :﴿قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون﴾ خطاب مع الكل أو مع البعض ؟ الجواب : لا يجوز أن يكون قوله :﴿لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ خطاباً مع الكل، لأن في الكفار من يعبد الله كاليهود والنصارى فلا يجوز أن يقول لهم :﴿لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ ولا يجوز أيضاً أن يكون قوله :﴿وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ﴾ خطاباً مع الكل، لأن في الكفار من آمن وصار بحيث يعبد الله فإذن وجب أن يقال : إن قوله :﴿با أيها الكافرون﴾ خطاب مشافهة مع أقوام مخصوصين وهم الذين قالوا نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة، والحاصل أنا لو حملنا الخطاب على العموم دخل التخصيص، ولو حملنا على أنه خطاب مشافهة لم يلزمنا ذلك، فكان حمل الآية على هذا المحمل أولى.
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥)
ففيه مسائل :
المسألة الأولى :