وقال آخر :
يا علقمهْ يا علقمهْ يا علقمهْ...
خيرَ تميم كُلِّها وأَكْرمَهْ
وقال آخر :
يا أَقرعُ بنُ حابسٍ يا أَقْرَعُ...
إنكَ إنْ يُصْرَع أَخوكَ تُصْرَعُ
وقال آخر :
ألاَ يا اسلَمِي ثم اسلَمِي ثُمَّتَ اسْلَمِي...
ثَلاَث تَحِيَّاتٍ وإنْ لمْ تَكَلَّمَ
ومثله كثير.
وقيل : هذا على مطابقة قولهم : تَعبُد آلهتنا ونعبُد إلهَكَ، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، فنجرِي على هذا أبداً سَنَة وسنة.
فأجيبوا عن كل ما قالوه بضدّه ؛ أي إن هذا لا يكون أبداً.
قال ابن عباس : قالت قريش للنبيّ ﷺ : نحن نعطيك من المال ما تكون به أغنى رجلٍ بمكة، ونزوّجك مَنْ شئت، ونطأ عقِبَك ؛ أي نمشِي خلفَك، وتَكُفُّ عن شتم آلهتنا، فإن لم تفعل فنحن نَعْرِض عليك خَصْلة واحدة هي لنا ولك صلاح ؛ تعبدُ آلهتنا ( اللات والعُزّى ) سنة، ونحن نعبد إلهك سنة ؛ فنزلت السورة.
فكان التكرار في "لا أعبد ما تعبدون" ؛ لأن القوم كرّروا عليه مقالهم مرة بعد مرة.
والله أعلم.
وقيل : إنما كرّر بمعنى التغليظ.
وقيل : أي "لا أعبد" الساعة "ما تعبدون.
ولا أنتم عابِدون" الساعة "ما أعبد".
ثم قال :"ولا أنا عابِد" في المستقبل "ما عبدتم.
ولا أنتم" في المستقبل "عابِدون ما أعبد".
قاله الأخفش والمبرّد.
وقيل : إنهم كانوا يعبدون الأوثان، فإذا ملوا وثَنا، وسئِموا العبادة له، رفضوه، ثم أخذوا وثَنا غيره بشهوة نفوسهم، فإذا مروا بحجارة تعجبهم ألقوا هذه، ورفعوا تلك، فعظموها ونصبوها آلهة يعبدونها ؛ فأُمِر عليه السلام أن يقول لهم :"لا أعبد ما تعبدون" اليوم من هذه الآلهة التي بين أيديكم.
ثم قال :"ولا أنتم عابِدون ما أعبد" وإنما تعبدون الوثن الذي اتخذتموه، وهو عندكم الآن.
"ولا أنا عابِد ما عبدتم" أي بالأمس من الآلهة التي رفضتموها، وأقبلتم على هذه.


الصفحة التالية
Icon