وبعد تمّ بفضل اللّه ما أردت جمعه من هذا التفسير المبارك يوم الأربعاء في ١ رجب سنة ١٣٥٨ الموافق ل ١٥ آب سنة ١٩٣٩، وكان الفراغ منه بمثل اليوم
والشّهر الذي بدأته به وهو من الاتفاقات الغريبة، والشّكر للّه أولا وآخرا.
ربنا تقبل منا ما قدمناه من العمل، ولا تؤاخذنا على ما وقع منا من الزلل، واغفر لنا ما هفى به الرّأي أو زلّ به القلم وأخطأ به الفكر، وانفع عبادك به كما وفقتنا إليه، واجعله خالصا لوجهك الكريم، وبوّئنا بكرمك وجودك جنّات النعيم، واغفر لنا ولوالدينا وأحسن إليهما وإلينا، ومتعنا اللّهم بالعافية في هذه الدّنيا ما أحييتنا، والعفو بالآخرة عما سلف منا، ووفقنا دائما لما تحبه وترضاه في القول والعمل والنّية، واحشرنا في زمرة سيدنا سيد البرية، سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وعلى آله بكرة وعشية.
ثم أقول تحدثا بنعمة اللّه لا فخرا ولا ضجرا بأني قد قاسيت في جمع هذا السّفر الكريم والكتاب الجليل العظيم أتعابا جمة ومشاق مهمة، ولكن بفضله ومنّه قد استعذبت كلّ مرارة وجدتها خلال تحريره، وكلّ شدة قاومتها إبان تسطيره، ويرحم اللّه ابن الفارض إذ يقول :
وتعذيبكم عذب لديّ وجوركم عليّ بما يقضي الهوى سهل


الصفحة التالية
Icon