البحر المحيط، ج ٢، ص : ٥٤٧
وأخبرنا أستادنا العلامة أبو جعفر، أحمد بن ابراهيم بن الزبير الثقفي، بقراءتي عليه بغرناطة، من جزيرة الأندلس، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الفارقي، قال : أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه الحجري، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز بن زغيبة المشاور، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث (ح).
وأخبرنا القاضي أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن أبي الأحوص، مناولة عن أبي القاسم أحمد بن عمر بن أحمد الخزرجي، وهو آخر من حدّث عنه، ولم يحدّثنا عنه من شيوخنا غيره، عن أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن موهب الجذامي، وهو آخر من حدّث عنه عن أبي العباس بن دلهات، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن مندار بمكة قالا، أعني عبد الغفار، وابن مندار : أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، قال : أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، أخبرنا الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، قال : وحدّثنا عون بن سلام الكوفي، حدّثنا محمد بن طلحة اليامي، عن زبيد، عن مرة، عن عبد اللّه، قال : حبس المشركون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس، أو اصفرّت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
«شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ اللّه أجوافهم وقبورهم نارا»، أو :«حشا اللّه أجوافهم وقبورهم نارا»..
وقرأ عبد اللّه، وعلي : الصَّلاةِ الْوُسْطى باعادة الجار على سبيل التوكيد، وقرأت عائشة : والصلاة، بالنصب، ووجه الزمخشري على أنه نصب على المدح والاختصاص، ويحتمل أن يراعى موضع : على الصلاة، لأنه نصب كما تقول : مررت بزيد وعمرا، وروي عن قالون أنه قرأ : الوسطى، بالصاد أبدلت السين صادا لمجاورة الطاء، وقد تقدّم الكلام على هذا في قوله : الصراط.
وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ أي : مطيعين قاله الشعبي، وجابر بن زيد، وعطاء، وابن جبير، والضحاك، والحسن. أو : خاشعين، قاله مجاهد، أو : مطيلين القيام، قاله ابن عمر، والربيع. أو : داعين، قاله ابن عباس، أو : ساكتين، قاله السدّي، أو : عابدين، أو :
مصلين، أو : قارئين، روي هذا عن ابن عمر، أو : ذاكرين اللّه في القيام، قاله الزمخشري أو : راكدين كافي الأيدي والأبصار، قاله مجاهد، وهو الذي عبر عنه قبل بالخشوع.


الصفحة التالية
Icon