والتحريضُ على الإنفاق في سبيل الله، وأن المالَ عرضٌ زائل لا يبقى منه لصاحبه إلا ثوابُ ما أنفق منه في مرضاة الله.
والتخلصُ إلى ما أعدَّ اللهُ للمؤمنين والمؤمنات يوم القيامة من خير، وضِدِّ ذلك للمنافقين والمنافقات.
وتحذيرُ المسلمين من الوقوع في مهواة قساوة القلوب التي وقع فيها أهلُ الكتابِ مِنْ قَبْلِهم من إهمالِ ما جاءهم مِنَ الهدى حتى قست قلوبُهم وجرَّ ذلك إلى الفسوق كثيراً منهم.
والتذكيرُ بالبعث، والدعوةِ إلى قلة الاكتراث بالحياة الفانية، والأمرُ بالصبر على النوائب، والتنويهُ بحكمة إرسال الرسلِ والكتبِ؛ لإقامة أمور الناس على العدل العام.
والإيماءُ إلى فضل الجهاد في سبيل الله.
وتنظيرُ رسالةِ محمد"برسالة نوح وإبراهيم _ عليهما السلام _ على أن في ذريتهما مهتدين وفاسقين، وأن اللهَ أَتْبَعَهُما برسلٍ آخرين منهم عيسى _ عليه السلام _ الذي كان آخرَ رسولٍ أُرْسِلَ بشرع قبل الإسلام، وأن أتباعَه كانوا على سُنَّةِ مَنْ سبقهم: منهم مؤمن، ومنهم كافر.
ثم أهاب بالمسلمين أن يُخْلِصوا الإيمانَ؛ تعريضاً بالمنافقين، وَوَعَدَهم بحسن العاقبة، وأن الله فضَّلهم على الأمم؛ لأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء. ٢٧/٣٥٥_٣٥٦
أغراض هاته السورة: الحكمُ في قضيةِ مُظَاهَرَةِ أوسِ بنِ الصامتِ من زوجِهِ خولة.
وإبطالُ ما كان في الجاهلية من تحريم المرأةِ إذا ظاهر منها زوجُها، وأن عَمَلَهم مخالفٌ لما أراده الله، وأنه من أوهامهم وزورهم التي كبتهم الله بإبطالها، وتَخَلَّص من ذلك إلى ضلالات المنافقين ومنها مناجاتهم بمرأى المؤمنين؛ ليغيظوهم ويحزنوهم.
ومنها موالاتُهم اليهودَ، وحَلِفُهم على الكذب.
وتخلل ذلك التعرضُ لآداب مجلس الرسول " وشرعُ التصدقِ قبلَ مناجاةِ الرسول"والثناءُ على المؤمنين في مجافاتهم اليهودَ والمشركين، وأن اللهَ ورسولَه وحزبَهما هم الغالبون. ٢٨/٦