أغراض هذه السورة: وقع الاتفاق على أنها نزلت في شأن بني النضير، ولم يُعَيِّنوا ما هو الغرضُ الذي نزلت فيه، ويظهر أن المقْصِدَ منها حكمُ أموالِ بني النضير بعد الانتصار عليهم _كما سنبينه في تفسير الآية الأولى منها_.
وقد اشتملت على أن ما في السماوات وما في الأرض دالٌّ على تنزيه الله، وكونِ ما في السماوات والأرض مُلْكَهُ، وأنه الغالبُ المدبر.
وعلى ذكرِ نِعْمَةِ اللهِ على ما يَسَّرَ من إجلاء بني النضير مع ما كانوا عليه من المَنَعةِ والحصون والعدة، وتلك آيةٌ من آيات تأييدِ رسول الله"وغلبته على أعدائه.
وذكرُ ما أجراه المسلمون من إتلافِ أموالِ بني النَّضير، وأحكامُ ذلك في أموالهم، وتَعْيِيْن مستحقيه من المسلمين.
وتعظيمُ شأنِ المهاجرين والأنصارِ والذين يجيئُون بعدَهم من المؤمنين.
وكشفُ دخائلِ المنافقين ومواعيدِهم لبني النضير أن ينصروهم، وكيف كذبوا وعدهم، وأنحى على بني النضير والمنافقين بالجبن وتفرُّق الكلمةِ، وتنظير حال تغرير المنافقين لليهود بتغرير الشيطان للذين يكفرون بالله، وتَنَصُّلِه من ذلك يوم القيامة؛ فكان عاقبةُ الجميعِ الخلودَ في النار.
ثم خطابُ المؤمنين بالأمر بالتقوى، والحذرِ من أحوال أصحابِ النار، والتذكيرُ بتفاوت حال الفريقين.
وبيانُ عظمةِ القرآن، وجلالتِه، واقتضائه خشوعَ أهلِه.
وتخلل ذلك إيماءٌ إلى حكمةِ شرائعِ انتقالِ الأموال بين المسلمين بالوجوه التي نظَّمها الإسلام بحيث لا تَشُقُّ على أصحاب الأموال.
والأمرُ باتباع ما يشرعه الله على لسان رسوله".
وخُتِمَتْ بصفاتٍ عظيمة من الصفات الإلهية، وأنه يسبح له ما في السماوات والأرض؛ تزكيةً لحال المؤمنين، وتعريضاً بالكافرين. ٢٨/٦٣_٦٤
أغراض هذه السورة: اشتملت من الأغراض على تحذيرِ المؤمنين من اتخاذ المشركين أولياءَ مع أنهم كفروا بالدين الحق، وأخروجهم من بلادهم.