وفي هذا توطئةٌ لذمِّ اليهود؛ لأنهم حسدوا المسلمين على تشريفهم بهذا الدين.
ومن جملة ما حسدوهم عليه ونقموه أن جُعِل يومُ الجمعة اليومَ الفاضل في الأسبوع بعد أن كان يوم السبت، وهو المعروف في تلك البلاد.
وإبطالُ زعمهم أنهم أولياء الله.
وتوبيخُ قومٍ انصرفوا عنها؛ لمجيء عِيْرِ تجارةٍ من الشام. ٢٨/٢٠٥_٢٠٦
أغراضُها: فضحُ أحوالِ المنافقين بعد كثير من دخائلهم وتولُّد بعضها عن بعض من كذب، وخَيْسٍ بِعَهْد الله، واضطرابٍ في العقيدة، ومن سفالةِ نفوسٍ في أجسام تَغُرُّ وتعجب، ومن تصميمٍ على الإعراض عن طلب الحق والهدى، وعلى صدِّ الناس عنه.
وكان كل قسم من آيات السورة المفتتح بـ(إذا) خص بغرض من هذه الأغراض؛ وقد علمت أن ذلك جرت إليه الإشارة إلى تكذيب عبد الله بن أُبَي ابن سلول فيما حلف عليه من التنصل مما قاله.
وخُتِمَت بموعظة المؤمنين وحثِّهم على الإنفاق والادخار للآخرة قبل حلول الأجل. ٢٨/٢٣٣
أغراضُها: واشتملت هذه السورةُ على التذكير بأن من في السماء ومن في الأرض يسبحون لله، أي ينزهونه عن النقائص تسبيحاً متجدداً.
وأن الملكَ لله وحده؛ فهو الحقيقُ بإفراده بالحمد؛ لأنه خالق الناس كلِّهم، فآمن بوحدانيته ناسٌ، وكفر ناسٌ ولم يشكروا نعمه؛ إذ خلقهم في أحسن صورة، وتحذيرُهم من إنكار رسالة محمد".
وإنذارُهم على ذلك؛ ليعتبروا بما حل بالأمم الذين كذبوا رسلَهم، وجحدوا بَيِّناتهم؛ تكبراً أن يهتدوا بإرشاد بشرٍ مثلِهم.
والإعلامُ بأن اللهَ عليمٌ بالظاهر والخفي في السماوات والأرض؛ فلا يجري أمر في العالم إلا على ما اقتضته حكمته.
وأنحى عليهم إنكارَ البعث، وبيَّن لهم عدمَ استحالَتِه، وهدَّدهم بأنهم يَلْقَون حين يبعثون جزاءَ أعمالهم، فإن أرادوا النجاة فليؤمنوا بالله وحده، وليصدقوا رسولَه"والكتابَ الذي جاء به، ويؤمنوا بالبعث، فإنهم إن آمنوا كُفِّرت عنهم سيئاتُهم، وإلا فجزاؤهم النار خالدين فيها.