وأنَّ مَنْ حلف على يمين فرأى حِنْثَها خيراً من بِرِّها أن يُكَفِّر عنها، ويفعل الذي هو خير.
وقد ورد التصريح بذلك في حديث وفد عبد القيس عن رواية أبي موسى الأشعري، وتقدم في سورة براءة.
وتعليمُ الأزواج أن لا يكثرن من مضايقة أزواجهن؛ فإنها ربما أدت إلى الملال، فالكراهية، فالفراق.
وموعظةُ الناس بتربية بعض الأهل بعضاً، ووعظِ بعضِهِمْ بعضاً.
وأتبع ذلك بوصفِ عذابِ الآخرةِ ونعيمِها وما يفضي إلى كليهما من أعمال الناس صالحاتِها وسيئاتِها.
وذيَّل ذلك بضرب مثلين من صالحات النساء، وضدُّهن لما في ذلك من العظمة لنساء المؤمنين ولأمهاتهم. ٢٨/٣٤٥
أغراضُ السورة: والأغراضُ التي في هذه السورة جاريةٌ على سنن الأغراض في السور المكية.
ابتدأت بتعريف المؤمنين معانيَ من العلم بعظمة الله _تعالى_ وتفرده بالمُلْكِ الحقِّ، والنظرِ في إتقان صنعه الدال على تفرده بالإلهية؛ فبذلك يكون في تلك الآيات حظٌّ لِعِظَةِ المشركين.
ومن ذلك التذكيرُ بأنه أقام نظامَ الموتِ والحياة؛ لتظهر في الحالين مجاريْ أعمالِ العِبَاد في ميادينِ السبق إلى أحسنِ الأعمال ونتائجِ مجاريها، وأنه الذي يجازي عليها.
وانفرادُه بخلق العوالم العليا خلقاً بالغاً غايةَ الإتقان فيما تراد له.
وأتبعه بالأمرِ بالنظر في ذلك، وبالإرشاد إلى دلائله الإجمالية، وتلك دلائل على انفراده بالإلهية مُتَخَلِّصاً من ذلك إلى تحذير الناس من كيد الشياطين، والارتباقِ معهم في ربقة عذاب جهنم، وأن في اتباع الرسول"نجاةً من ذلك، وفي تكذيبه الخسرانَ، وتنبيهُ المعاندين للرسول"إلى علم الله بما يحوكونه للرسول ظاهراً وخُفْيَةً بأن علمَ اللهِ محيطٌ بمخلوقاته.
والتذكيرُ بِمِنَّةِ خلقِ العالم الأرضي، ودقَّةِ نظامه، وملاءمته لحياة الناس، وفيها سعيُهم ومنها رزقهم.
والموعظةُ بأن اللهَ قادرٌ على إفساد ذلك النظام، فيصبح الناس في كرب وعناء؛ ليتذكروا قيمةَ النعم بتصور زوالها.


الصفحة التالية
Icon