ووعظهم بأن ما هم فيه من النعمة استدراجٌ وإملاءٌ؛ جزاءَ كيدهم، وأنهم لا معذرة لهم فيما قابلوا به دعوة النبي"من طغيانهم، ولا حرج عليهم في الإنصات إليها.
وأَمَرَ رسولَه "بالصبر في تبليغ الدعوة، وتلقيْ أذى قومِه، وأن لا يضجر في ذلك ضجراً عاتب الله عليه نبيه يونس _ عليه السلام _. ٢٩/٥٨_٥٩
أغراضُها: اشتملت هذه السورةُ على تهويلِ يومِ القيامةِ، وتهديدِ المكذبين بوقوعه، وتذكيرِهم بما حل بالأمم التي كذبت به من عذاب في الدنيا ثم عذاب الآخرة، وتهديدِ المكذبين لرسل الله _تعالى_ بالأمم التي أشركت وكذبت.
وأُدْمج في ذلك أن الله نجى المؤمنين من العذاب، وفي ذلك تذكيرٌ بنعمة الله على البشر؛ إذ أبقى نوعَهم بالإنجاء من الطوفان.
ووصفُ أهوالٍ من الجزاء، وتفاوتُ الناسِ يومئذ فيه، ووصفُ فظاعةِ حالِ العقاب على الكفر، وعلى نبذ شريعة الإسلام، والتنويه بالقرآن.
وتنزيهُ الرسول"وعن أن يكون غير رسول، وتنزيهُ الله _تعالى_ عن أن يقر من يَتَقَّول عليه، وتثبيت الرسول"وإنذارُ المشركين بتحقيق الوعيد الذي في القرآن. ٢٩/١١١
أغراضها: حوت من الأغراض تهديدَ الكافرين بعذاب يوم القيامة، وإثباتَ ذلك اليوم، ووصفَ أهواله، ووصفَ شيءٍ من جلالِ الله فيه، وتهويلَ دارِ العذابِ وهي جهنمُ، وذِكْرَ أسبابِ استحقاق عذابها، ومقابلةَ ذلك بأعمال المؤمنين التي أوجبت لهم دارَ الكرامةِ، وهي أضدادُ صفاتِ الكافرين، وتثبيتَ النبي"، وتسليتهُ على ما يلقاه من المشركين، ووصفَ كثيرٍ من خصال المسلمين التي بثها الإسلام فيهم، وتحذيرَ المشركين من استئصالهم وتبديلهم بخير منهم. ٢٩/١٥٣
أغراضها: أعظمُ مقاصدِ السورةِ ضَرْبُ المثلِ للمشركين بقوم نوحٍ وهم أول المشركين الذين سلط عليهم عقاب في الدنيا، وهو أعظمُ عقابٍ أعني الطوفان، وفي ذلك تمثيلٌ لحال النبي"مع قومه بحالهم.


الصفحة التالية
Icon