ما جاء عن أنس - رضي الله عنه - قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله - ﷺ - المدينة، فأتاه، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟، وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ؟، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟. فقال رسول الله - ﷺ - :(خبرني بهن آنفا جبريل - عليه السلام - ) فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة... الحديث (١).
كما أن جبريل - عليه السلام - هو واسطة النبي - ﷺ - التعليمية الوحيدة إلى عالم الغيب: فلا يتعرف على العالم الغيبي إلا بواسطة جبريل - عليه السلام -.
ومن ذلك أن جبريل - عليه السلام - واسطته التعليمية إلى أهم عالمين غيبين يوازيان عالم البشر: عالم الملائكة، وعالم الجن:
فأما عالم الملائكة: فعن عائشة - رضي الله عنه - زوج النبي - ﷺ - أن النبي - ﷺ - قال في حديث ذهابه إلى ثقيف: (فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل - عليه السلام - فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد! فقال: ذلك فيما شئت. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟فقال النبي - ﷺ - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) (٢).
ومن ذلك تعرفه على ملائكة السماء وخزنتها في حادثة الإسراء فقد كانت واسطته هي جبريل - عليه السلام -.
(٢) صحيح البخاري ٣/١١٨٠، مرجع سابق.