وموضع الاستشهاد من هذا الإيراد ربط جبريل - عليه السلام - بإنزال القرآن الكريم (١)، وقد ذكر عبارة ﴿ عَلَى قَلْبِكَ ﴾، وهو ينصرف انصرافاً أولياً للقرآن الكريم، وجعل هذا كله خادماً للاطمئنان على نقل القرآن، وإيصال كلام الله إلى الأرض، وهو زاجر بالإشارة، وبصريح العبارة عن الطعن فيه بعد ذلك أيضاً.
إنه جبريل - عليه السلام -... إنه القرآن الكريم... إنه رسول الله الأمين - ﷺ -... فأين أنت ياحافظ الذكر المبين؟... :
أيها الشادي بقرآن كريم!............ وهو في ركن من البيت مقيم
قم! وأبلغ نوره للعالمين............ قم! وأسمعه البرايا أجمعين
من له من ثروة الهادي نصيب............ فهو من جبريل في الدنيا قريب
الفصل الثاني
اتصال جبريل - عليه السلام - بالنبي - ﷺ -
لتلقينه الوحي القرآني
وفيه ثلاثة مباحث
يبحث هذا الفصل عن هيئة اتصال جبريل - عليه السلام - بالنبي - ﷺ -، ومدى ذلك الاتصال زماناً ومكاناً، ووقت امتناعه، وكيفية مجيء جبريل - عليه السلام - بالوحي القرآني من حيث عموم المجيء، لا من حيث تفصيل هيئة المجيء، واقتضى ذلك أن ينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تهيئة النبي - ﷺ - للوحي القرآني والاتصال بالملَك.
المبحث الثاني: إمكانية الاتصال المطلق.

(١) إذ إن الضمير المنصوب في ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ ﴾ عائد للقرآن: إما لأنه تقدم في قوله ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ﴾ "البقرة /٩١ "، وإما لأن الفعل لا يصلح إلا له هنا على حد ﴿... حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ "ص/٣٢ " ﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ ﴾ " الواقعة /٨٣"، انظر: التحرير والتنوير ١/٦٢١، مرجع سابق، وإليه ذهب الكشاف١/٨٤، مرجع سابق، وقال: " إضماره فخامة لشأن صاحبه حيث يجعل لفرط شهرته كأنه يدل على نفسه، ويكتفي عن اسمه الصريح بذكر شيء من صفاته... ".


الصفحة التالية
Icon