المبحث الثالث: هيئات مجيء المَلَك بالوحي القرآني (من حيث العموم).
المبحث الأول:
تهيئة النبي - ﷺ - للوحي، والاتصالِ بالملَك:
اقتضت بشرية الرسول، وملكية الملك أن يهيأ النبي - ﷺ - لإمكانية لقاء الرسول الملك في أي وقت، على أي حال من حيث اختلاف الطبيعة في كل منهما، وقصور قدرة البشر طبيعةً عن إدراك الملَك أو غيره من العوالم الغيبية، كما أن من أهم أهداف هذه التهيئة إعداد النبي - ﷺ - ليستوعب كلام الله - سبحانه وتعالى -، ويصير في مقام حمله وتبليغه، وليكون جهده لوحده في ذلك مساوياً لجهد الأمة في حفظ كلام الله - عز وجل - بحفظ الله - سبحانه وتعالى - له، كما سيأتي في حادثة شق الصدر الأولى، وتفرعت هذه التهيئة إلى فرعين هما مطلبا هذا المبحث، وهما:
المطلب الأول: التهيئة الإلهية للوحي.
المطلب الثاني: التهيئة البشرية للوحي.
المطلب الأول: التهيئة الإلهية للوحي:
تمثلت فيه هذه التهيئة في ستة مظاهر، وأولها:
الممهدات التي قيضها الله لنبيه - ﷺ - : وممن صرح بأن ثمت ممهدات للوحي ابن حجر -رحمه الله تعالى- حيث قال: وبدئ بذلك ليكون تمهيداً، وتوطئة لليقظة ثم مهد له في اليقظة أيضاً برؤية الضوء، وسماع الصوت، وسلام الحجر (١)، ومن أهم مظاهر هذه التهيئة: