فقد وقعت حادثة الشق مرتين، لتحقيق غرضين مختلفين:
فالمرة الأولى: كان هدفها نزع حظ الشيطان:
وبين ذلك أبو حاتم بن حبان -رحمه الله تعالى- بقوله: "شق صدر النبي - ﷺ - وهو صبي يلعب مع الصبيان، وأخرج منه العلقة، ولما أراد الله - عز وجل - الإسراء به أمر جبريل - عليه السلام - بشق صدره ثانياً، وأخرج قلبه فغسله، ثم أعاده مكانه مرتين في موضعين، وهما غير متضادين" (١).
وفي الديباج على صحيح مسلم: " فإن قيل: إنما وقع شق الصدر وهو صغير ؟ فالجواب كما قال السهيلي: إنه وقع مرتين، الثانية عند الإسراء تجديداً للتطهير" (٢).
قال ابن حجر-رحمه الله تعالى-:" قوله ففَرَج صدري هو بفتح الفاء والجيم أيضاً أي شقه، ورجح عياض -رحمه الله تعالى- أن شق الصدر كان وهو صغير عند مرضعته حليمة، وتعقبه السهيلي بأن ذلك وقع مرتين وهو الصواب، ومحصله إن الشق الأول كان لاستعداده لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك، والشق الثاني: كان لاستعداده للتلقي الحاصل له في تلك الليلة" (٣).
(٢) الديباج على صحيح مسلم ١/ ٢٠٦، مرجع سابق.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري، مرجع سابق.