ومن ذلك: أنه يمكن أن يرى بعض العوالم الغيبية في حدود ما أتاح الله - سبحانه وتعالى - له كالملائكة والجن، فأما الملائكة فظاهر من هذا الحديث، ومن الحديث عن جبريل - عليه السلام - وأما الجن فنحو حديث كلامه ورؤيته لجن نصيبين (١)، وقبضه على الشيطان الذي مر بين يديه (٢).
وأما السماع فكسمعه - ﷺ - للمعذبين في القبر، كما قال: (لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع) (٣)، وهذا الحديث دال على أنه أوتي قوى أخرى كالصبر على تحمل سماع عذاب القبر، وذلك كله في حدود معينة، لا أنه قد خرج عن طبيعته البشرية خروجاً كلياً، ومن أهم ثمار ذلك مما له تعلق بموضوع البحث: ترسيخ اليقين في نفسه بوحي ربه - عز وجل - بصفة خاصة، وتأكده بأن الذي يأتيه ملَك لا شيطان.
(١) وردت روايات في جن نصيبين منها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يحمل مع النبي - ﷺ - إداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، قال: (من هذا)، فقال: أنا أبو هريرة. فقال: (أبغني أحجاراً أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة)، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة ؟ قال: (هما من طعام الجن، وإنه قد أتاني وفد جن نصيبين -ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاماً) أخرجه البخاري ٣/١٤٠١، مرجع سابق، وانظر: قصةً أخرى في جن نصيبين: المستدرك للحاكم ١/٧٥١، مرجع سابق.
(٢) البخاري ٢/٩٠٠، مرجع سابق.
(٣) المستدرك على الصحيحين ١/٩٨، مرجع سابق.
(٢) البخاري ٢/٩٠٠، مرجع سابق.
(٣) المستدرك على الصحيحين ١/٩٨، مرجع سابق.