وأنموذجه ما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - :(أتاني جبريل - عليه السلام - فقال أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام سترٍ فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي على باب البيت يقطع، فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع، فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن، ومر بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله - ﷺ - وفي رواية: إما أن تقطع رؤوسها، أو تجعل بسطاً توطأ) (١).
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : وعد النبي - ﷺ - جبريل - عليه السلام - فقال: (إنا لا ندخل بيتاً، فيه صورة، ولا كلب) (٢).
وهكذا كانت التهيئة الإلهية والتهيئة البشرية لاتصال أمين الوحي في السماء - عليه السلام - بأمين الوحي في الأرض - ﷺ -... وتمضي هالات التعليم النورانية بين أشرف الخلق في السماء - عليه السلام -، وأشرف الخلق في الأرض والسماء - ﷺ -، لتَعلُّم وتعليم خير الكلام في الأرض والسماء:
محمد في فؤاد الغار مرتجفُ | .. في كفه الدهر والتاريخ والصحفُ |
مزمل في رداء الطهر، قد صعدت | أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ |
جبريل يروي لنا الآيات في حُلَلٍ | من القداسات والأفلاك قد دلفوا |
إمكانية الاتصال المطلق بين جبريل - عليه السلام - والنبي - ﷺ - :
(٢) صحيح البخاري٣/١١٧٩، مرجع سابق.