وليس الداعي ملحاً للاسترسال في ذكر أنواع الوحي الشرعية، واستقصاء متعلقاتها، إذ المراد معرفة نوع خاص منه هو الوحي القرآني، تعرفاً على الطريقة المنهجية المتخذة من قبل جبريل - عليه السلام -، التي صاحبت تعليمه ألفاظ القرآن للرسول - ﷺ -، وتطميناً على هيئة نقله من حيث اللفظ... ولتُؤَسَسْ هذه القاعدة إذ قد أُشرعت مراكب الخوض في عمق البحث: بما أن الوحي القرآني نوع خاص من عموم الوحي، فسيذكر ما يتعلق به خاصاً من حيث اللفظ، كما سيذكر ما يتعلق به عاماً من حيث شدة ارتباطه بالخاص، فلا يرد على الباحث بعض أمور تتعلق بعموم الوحي قد ذكرت في ثنايا البحث....
وقد آن أوان الخوض في المقصود الأساسي من البحث بعد هذه التهيئة، بيد أن كل ماسبق وما سيتلو مبينٌ لعالم الضباب والتيه اليوم كيف حفظ الله - سبحانه وتعالى - كلامه من كل شوائب الدخل، أو لوامع الدخن، ليبقى هدى الحيارى في أزمنة استعار الضلال...
هدى سيبقى وما عشر وأربعة من الزمان سيبقى ما الزمان بقي
الله أنزله، والله حافظه، والله ينجي به الدنيا من الرهقِ
الفصل الثالث
هيئة تلقي النبي - ﷺ - ألفاظ القرآن من جبريل - عليه السلام -
وفيه تسعة مباحث
إننا ندلف إلى هالات موكبٍ تعليمي تتضآل الكلمات عن وصفه... يرسم لعوالم الاغتراب: أيُ شيءٍ كان قادة هذه الأمة، وأيُ نورٍ كانت هذه الأمة من بعد...
أنا قصة من بدر أرسلها الهدى...... محمد يرويها، وجبريل يكتب
وكعبتي الغراء بيتي وقبلتي...... وبستاني المعمور بالحب يثرب