وعن مسروق قال: قلت لعائشة: فأين قوله ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ ؟. قالت: ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق (١).

(١) صحيح البخاري ٣/١١٨١، مرجع سابق، وروى أبو يعلى في مسنده ٨/ ٣٠٤، مرجع سابق: عنها قالت: " أنا أعلم هذه الأمة بهذه، وأنا سألت رسول الله - ﷺ - عن ذلك قال: (رأيت جبريل) ثم قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الكذب على الله"، وعند مسلم ١/١٥٩، مرجع سابق عن مسروق قال: كنت متكئاً عند عائشة -رضي الله تعالى عنها-فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن ؟. قالت: من زعم أن محمداً - ﷺ - رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً، فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين! انظريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل ﴿ ولقد رآه بالأفق المبين ﴾ "التكوير/٢٣" ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴾ "النجم/ ١٣"؟. فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله - ﷺ - فقال: (إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين: رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض). ومن فوائد هذه الروايات: إسناد عائشة قولها للرسول - ﷺ - صراحة، وقوله منهبطاً دال على رؤية النبي لجبريل - عليه السلام - حال نزول جبريل - عليه السلام - عليه منهبطاً من السماء لتبليغه الوحي.


الصفحة التالية
Icon