فالرجل الصادق يشير إلى صدق البطل، والمرأتان في عفتهما تصوير لعفته، والرعاء- عبر السرد القرآني- هم صدى لقوته، لأنهم كانوا يتطوعون جماعة لرفع الحجر، في حين رفعه هو بمفرده. فقوتهم تتقاطع في قوته. والنبي شعيب عرضه السرد على أنه الأب الروحي للبطل. فلا شك أن التربية النبوية كان يفوح شذاها من كل مكان، الشيء الذي جعل النبوة القاسم المشترك بينهما.
إن بناء الشخصية في القصة القرآنية قد يأتي من متعدد، لأننا رأينا تلك الأحداث كيف تقاطعت في الشخصية الرئيسية. بالرغم من أن النص القرآني قد أظهرها في صور مبعثرة ليترك قارئ النص القرآني في بحث وتساؤل وافتراض، بغية تقريب تلك المصائر البنوية المتعلقة بالشخصية، والعمل على إعادة بنائها، وفق حركية النص الكلية، لتظهر- في النهاية- في صورة مكتملة. وهو ما لاحظناه في شخصية موسى، انطلاقاً من تلك الأحداث السابقة التي كانت تسِم شخصيته بصورة أو بأخرى.
وعلى هامش هذه الدراسة النقدية، يمكن الإشارة إلى ظاهرة فقهية(١)جديرة أن تؤخذ بالنظر.
الفصل الرابع: يبدأ هو أيضاً من حيث انتهى الفصل الثالث.

(١) - لقد شاهدنا كيف أنّ النبيّ شعيب (الأب) والبنت (المخطوبة) كلهم التقوا في حوار حول الزواج وشروطه دون تحرج وهي لفتة فقهية حداثية أيضاً، في حين تستكره بعض الجهات مثل هذا السلوك.


الصفحة التالية
Icon