ج ١٨، ص : ٢٠٧
فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء.
عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول :
ربّ : فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر.
أو نقول :
ربّ : بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر.
واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة.
[سورة المؤمنون (٢٣) : آية ٩٦]
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (٩٦)
الإعراب :
(بالتي) متعلّق بـ (ادفع)، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ « ١ ».
والمصدر المؤوّل (ما يصفون...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (أعلم).
جملة :« ادفع... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« هي أحسن... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة :« نحن أعلم... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة :« يصفون... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
البلاغة
عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ :
في قوله تعالى « ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ » وهو أبلغ من أن يقال : بالحسنة
(١) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]