ثم ذكر أهل الكتاب، فقال: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ بالتوراة وبموسى.
﴿ ثُمَّ كَفَرُواْ ﴾ من بعد موسى.
﴿ ثُمَّ آمَنُواْ ﴾ بعيسى صلى الله عليه وسلم وبالإنجيل.
﴿ ثُمَّ كَفَرُواْ ﴾ من بعده.
﴿ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً ﴾ بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن.
﴿ لَّمْ يَكُنْ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ﴾ على ذلك.
﴿ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ﴾ [آية: ١٣٧] إلى الهدى، منهم: عمرو بن زيد، وأوس بن قيس، وقيس ابن زيد. ولما نزلت المغفرة للنبى صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين فى سورة الفتح، قال عبدالله بن أبى ونفر معه: فما لنا؟ فأنزل الله عز وجل: ﴿ بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ ﴾، يعنى عبدالله بن أبى، ومالك بن دخشم، وجد بن قيس.
﴿ بِأَنَّ لَهُمْ ﴾ فى الآخرة ﴿ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ [آية: ١٣٨]، يعنى وجيعاً، ثم نعتهم، فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾ من اليهود ﴿ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾، وذلك أن المنافقين قالوا: لا يتم أمر محمد، فتابعوا الهيود وتولوهم، فذلك قوله سبحانه: ﴿ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ ﴾، يعنى المنعة، وذلك أن اليهود أعانوا مشركى العرب على قتال النبى صلى الله عليه وسلم ليتعززوا بذلك، فقال سبحانه: ﴿ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ ﴾، يقول: أيبتغى المنافقون عند اليهود المتعة.
﴿ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً ﴾ [آية: ١٣٩]، يقول: جميع من يتعزز، فإنما هو بإذن الله.


الصفحة التالية
Icon