الذي عليك، فدخل داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانًا، وأذن بلال وانتظروا فلم يخرج للصلاة. وقيل أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن حصن، فجاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: يمكن أن يقال: إنه لما طلب الدرع قال صلى الله عليه وسلم: مطلوبك لا يحضرنا الآن، لكن تترقبه ونرجو حصوله وظهوره من ساعة إلى ساعة، وينطبق على هذا معنى قوله تعالى: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً)، وبهذا اقتدى الفضل حين أجاب عن سؤال سائل: أكره أن أقول: نعم، فأكون ضامناً، أو لا، فأكون مؤيسا، ولكن ننظر فيسهلُ اللهُ.
قوله: (وقيل أعطى الأقرع بن حابس)، الحديث من رواية مسلم، عن رافع بن خديج، قال: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان بن حرب يوم حنين وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس وعلقمة بن علاثة كل إنسان منهم مئة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس الأبيات الثلاثة المذكورة. وفيه: "فما كان بدرٌ ولاحابسٌ"، و"من تخفض ايوم": بدل "تضع"، قال: فأتم له رسول الله ﷺ مئة.
ورواية ابن عبد البر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهبوا فاقطعوا عني لسانه"، فأعطوه حتى رضي.
النهاية: العبيد- بضم العين وفتح الباء الموحدة-: اسمُ فرس العباس بن مرداس السلمي. ومعنى: "اقطعوا عني لسانه": أعطوه حتى يسكتن فكنى بالقطع عن السكوت، ومنه أتاه رجلٌ فقال: إني شاعر، فقال: يا بلال، اقطع لسانه، فأعطاه أربعين درهماً. قال الخطابي: يشبه أن يكون هذا ممن له حق في بيت المال، كابن السبيل وغيره، فتعرض له بالشعر فأعطاه لحقه أو لحاجته، لا لشعره.


الصفحة التالية
Icon