﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (٢٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ متعلق بالمصدر الذي هو اللغو، كما يتعلق بنفس الفعل إذا قلت: لَغَوْتُ في كذا.
وقد جُوز أن يكون في موضع نصب على الحال من اللغو، بدليل أنك لو أتيت بالذي وقلت: باللغو الذي في أيمانكم، لكان أسدَّ كلام، وكان صفةً له (١). واللغو: الساقط الذي لا يُعْتَدُّ به من كلام وغيره.
﴿بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾: يحتمل أن تكون (ما) موصولة وما بعدها صلتها، والعائد محذوف، أي: بما كسبته قلوبكم. وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها، وعائدها أيضًا محذوف. وأن تكون مصدرية، أي: بكسب قلوبكم. والمعنى: بما نوت قلوبكم وقصدت؛ لأنّ كَسْبَ القلوب هو النية والقصد.
﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢٦)﴾: قوله عز وجل: ﴿تَرَبُّصُ﴾: رفع بالابتداء، و ﴿لِلَّذِينَ﴾ الخبر. ونهاية صلته ﴿مِنْ نِسَائِهِمْ﴾. و ﴿مّنِ﴾ متعلق بـ ﴿يُؤْلُونَ﴾.
يقال: آلَى من امرأته وعلى امرأته، يُؤْلي إيلاء، إذا حلف، والإيلاء: الحَلِفُ، قال الأعشى:
٩٧ - إني آليتُ على حَلْفَةٍ | ولم أُقِلْها سَخرَ الساخِرِ (٢) |
(٢) الديوان/ ٩٤/. وقافيته: العاثر.