تكون عطفًا على المنوي في الفتنة، كقولك: جعلتك عاملًا وزيدًا وزيدٌ (١). وهذا عند أصحابنا قبيح لعدم المؤكِّدِ.
قوله: ﴿وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾. (طغيانًا) مفعول ثان لـ ﴿يَزِيدُهُمْ﴾ وفاعله التخويف، أي: فما يزيدهم التخويف إلا مجاوزة حدٍّ في العصيان عظيمة.
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (٦١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ انتصاب قوله: ﴿طِينًا﴾ إما على الحال، إما من الموصول والعامل فيها (أسجد) على معنى: أأسجد له وهو طين؟ أي: أصله طين، أو من الذكر الراجع إليه من الصلة، والعامل فيه ﴿خَلَقْتَ﴾، على معنى: أأسجد لمن خلقته وهو طين؟ أي: أنشأت في حال كونه طينًا. أو على نزع الجار، أي: خلقته من طين، فلما حذف نصب كقوله: ﴿أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ﴾ (٢) أي: لأولادكم. وقيل: منصوب على التمييز (٣).
﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (٦٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ﴾ الكاف في ﴿أَرَأَيْتَكَ﴾ حرف للخطاب مجرد من الإعراب هنا لكونه مؤكدًا معنى الخطاب، و ﴿هَذَا﴾: مفعول به، والمعنى: أخبرني عن هذا الذي كرمته عليّ، أي:

(١) معاني الفراء ٢/ ١٢٦. وحكاه عنه النحاس في الإعراب ٢/ ٢٤٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٣٣.
(٣) قاله الزجاج ٣/ ٢٤٩. وانظره في البيان ٢/ ٩٤. واقتصر مكي على الأول، والعكبري على الأول والثاني.


الصفحة التالية
Icon