" صفحة رقم ١١٢ "
( ٣٠ ٣٢ ).
) لله ).
تقدم مثل هذا في سورة النمل إلا مخالفة ألفاظ مثل ) أتاها ( هنا و ) جاءها هناك ( ( النمل : ٨ ) و ) إني أنا الله ( هنا، و ) إنه أنا الله هناك ( ( النمل : ٩ ) بضمير عائد إلى الجلالة هنالك، وضمير الشأن هنا وهما متساويان في الموقع لأن ضمير الجلالة شأنه عظيم. وقوله هنا ) رب العالمين ( وقوله هنالك العزيز الحكيم ( النمل : ٩ ). وهذا يقتضي أن الأوصاف الثلاثة قيلت له حينئذ.
والقول في نكتة تقديم صفة الله تعالى قبل إصدار أمره له بإلقاء العصا كالقول الذي تقدم في سورة النمل لأن وصف ) رب العالمين ( يدل على أن جميع الخلائق مسخرة له ليثبت بذلك قلب موسى من هول تلقي الرسالة.
و ) أن ألق ( هنا و ) ألق هناك ( ( النمل : ١٠ )، و ) اسلك ( هنا ) وأدخل هناك ( ( النمل : ١٢ ). وتلك المخالفة تفنن في تكرير القصة لتجدد نشاط السامع لها، وإلا زيادة ) من شاطىء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ( وهذا واد في سفح الطور. وشاطئه : جانبه وضفته.
ووصف الشاطىء بالأيمن إن حمل الأيمن على أنه ضد الأيسر فهو أيمن باعتبار أنه واقع على يمين المستقبل القبلة على طريقة العرب من جعل القبلة هي الجهة الأصلية لضبط الواقع وهم ينعتون الجهات باليمين واليسار يريدون هذا المعنى قال امرؤ القيس :
على قطن بالشيم أيمن صوبه
وأيسره على الستار فيذبل
وعلى ذلك جرى اصطلاح المسلمين في تحديد المواقع الجغرافية ومواقع الأرضين، فيكون الأيمن يعني الغربي للجبل، أي جهة مغرب الشمس من الطور.


الصفحة التالية
Icon