" صفحة رقم ٢٨٥ "
يضاجع أهله : اللهم جنّبنا الشيطانَ وجنّب الشيطان ما رزَقْتنا ثم وُلِد لهما ولد لم يمسه شيطان أبداً ) فسمّى الولد رزقاً.
والتوكيد ب ) إن ( للاهتمام. والنفاد : الانقطاع والزوال.
( ٥٥ ٥٦ )
اسم الإِشارة ) هذا ( مستعمل في الانتقال من غرض إلى غرض تنهية للغرض الذي قبله. والقول فيه كالقول في ) هاذَا ذِكرٌ وإنَّ للمتقين لحُسنَ مئَابٍ ( ( ص : ٤٩ ). والتقدير : هذا شأن المتقين، أو هذا الشأن، أو هذا كما ذُكر.
وجملة ) يَصْلَونَهَا ( حال من ) جَهَنَّمَ ( وهي حال مؤكدة لمعنى اللام الذي هو عامل في ( الطاغين ) فإن معنى اللام أنهم تختصّ بهم جهنم واختصاصها بهم هو ذَوْق عذابها لأن العذاب ذاتي لجهنم.
والطاغي : الموصوف بالطغيان وهو : مجاوزة الحد في الكِبر والتعاظم. والمراد بهم عظماء أهل الشرك لأنهم تكبَّروا بعظمتهم على قبول الإِسلام، وأعرضوا عن دعوة الرسول ( ﷺ ) بكبر واستهزاء، وحكموا على عامة قومهم بالابتعَاد عن النبي ( ﷺ ) وعن المسلمين وعن سماع القرآن، وهم : أبو جهل وأميةُ بن خلف، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، والعاصي بن وائل وأضرابهم.
والفاء في ) فَبِئْسَ المِهَادُ ( لترتيب الإِخبار وتسببه على ما قبله، نظير عطف الجمل ب ( ثُمّ ) وهي كالفاء في قوله تعالى :( فلم تقتلوهم ( ( الأنفال : ١٧ ) بعد قوله :( فلا تولوهم الأدبار في سورة الأنفال ). وهذا استعمال بديع كثير في القرآن وهو يندرج في استعمالات الفاء العاطفة ولم يكشف عنه في ( مغني اللبيب ).
والمعنى : جهنم يصلونها، فيتسبب على ذلك أن نذكر ذَم هذا المقرّ لهم، وعبر عن جهنم ب ) المِهَادُ ( على وجه الاستعارة، شبه ما هم فيه من النار من تحتهم بالمهاد وهو فراش النائم كقوله تعالى :( لهم من جهنم مهاد ( ( الأعراف : ٤١ ).


الصفحة التالية
Icon