" صفحة رقم ٢٩٥ "
كذَّابٌ (، وأن يقول :( ما من إله إلا الله ( مقابل إنكارهم التوحيد كقولهم :( أجَعَلَ الآلهة إلاهاً واحداً ( ( ص : ٥ ) فالجملة استئناف ابتدائي. وذكر صفة الواحد تأكيد لمدلول ) ما من إله إلا الله ( إماء إلى رد إنكارهم. وذكر صفة ) القهّار ( تعريض بتهديد المشركين بأن الله قادر على قهرهم، أي غلبهم. وتقدم الكلام على القهر عند قوله تعالى :( وهو القاهر فوق عباده في سورة الأنعام.
وإتباع ذلك بصفة رَبُّ السمواتتِ والأرضِ وما بينهما ( تصريح بعموم ربوبيته وأنه لا شريك له في شيء منها. ووصف ) العزيزُ ( تمهيد للوصف ب ) الغَفَّارُ (، أي الغفّار عن عزّة ومقدرة لا عن عجز وملق أو مراعاة جانب مساو. والمقصود من وصف ) الغفَّارُ ( هنا استدعاء المشركين إلى التوحيد بعد تهديدهم بمفاد وصف ) القهَّارُ ( لكي لا ييأسوا من قبول التوبة بسبب كثرة ما سيق إليهم من الوعيد جرياً على عادة القرآن في تعقيب الترهيب بالترغيب والعكس.
( ٦٧ ٧٠ )
إعادة الأمر بالقَول هنا مستأنَفاً. والعدولُ عن الإِتيان بحرف يعطف المقول أعني ) هُوَ نَبؤٌا عَظِيمٌ ( على المقول السابق أعني ) أنا مُنذِرٌ ( ( ص : ٦٥ )، عدول يشعر بالاهتمام بالمقول هنا كي لا يؤتى به تابعاً لمقوللٍ آخر فيضعف تصدي السامعين لوعيه.
وجملة ) قُلْ هو نبؤا عظيمٌ أنتُم عنه مُعرضونَ ( يجوز أن تكون في موقع الاستئناف الابتدائي انتقالاً من غرض وصف أحوال أهل المحشر إلى غرض قصة