" صفحة رقم ٢٢٦ "
والمعنى واحد قال الزجاج : ومن نصب نصب على الاستثناء يعني في الكلام قال النحاس : وسمعته يحتج بهذه الآية على من صدق منجما وقال : أخاف أن يكفر بهذه الآية قلت : وقد مضى هذا في الأنعام مستوفى وقالت عائشة : من زعم أن محمدا يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله خرجه مسلم وروي أنه دخل على الحجاج منجم فإعتقله الحجاج ثم أخذ حصيات فعدهن ثم قال : كم في يدي من حصاة فحسب المنجم ثم قال : كذا فأصاب ثم إعتقله فأخذ حصيات لم يعدهن فقال : كم في يدي فحسب فأخطأ ثم حسب فأخطأ ثم قال : أيها الأمير أظنك لا تعرف عددها قال : لا قال : فإني لا أصيب قال : فما الفرق قال : إن ذلك أحصيته فخرج عن حد الغيب وهذا لم تحصه فهو غيب ولا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وقد مضى هذا في آل عمران والحمد لله قوله تعالى :) بل إدارك علمهم في الآخرة ( هذه قراءة أكثر الناس منهم عاصم وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وقرأ أبو جعفر وبن كثير وأبو عمرو وحميد : بل ادرك من الإدراك وقرأ عطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار والأعمش : بل ادرك غير مهموز مشددا وقرأ بن محيصن : بل أآدرك على الإستفهام وقرأ بن عباس : بلى بإثبات الياء أدارك بهمزة قطع والدال مشددة وألف بعدها قال النحاس : وإسناده إسناد صحيح هو من حديث شعبة يرفعه إلى بن عباس وزعم هارون القارئ أن قراءة أبي بل تدارك علمهم وحكى الثعلبي أنها في حرف أبي أم تدارك والعرب تضع بل موضع أم وأم موضع بل إذا كان في أول الكلام إستفهام كقول الشاعر : فوالله لا أدري أسلمى تقولت أم القول أم كل إلى حبيب أي بل كل قال النحاس : القراءة الأولى والأخيرة معناهما واحد لأن أصل ادارك تدارك أدغمت الدال في التاء وجيء بألف الوصل وفي معناه قولان : أحدهما