فساد، أو اختلف إلى أحد ممن يدعي العلم بالسحر، أو تعلم الأقاصيص وقرأ الكتب، أو عرفتموه بالطمع في أموالكم، أو تقدرون على معارضته في سورة واحدة ؛ فإذا عرفتم بهذا الفكر صدقه فما بال هذه المعاندة. ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ورَهْطُكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾، خرج رسول الله ﷺ حتى صعد الصفا فهتف : يا صباحاه ؟ فقالوا : من هذا الذي يهتف! ؟ قالوا محمد ؛ فاجتمعوا إليه فقال :"يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبدالمطلب فاجتمعوا إليه فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي" ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا. قال :"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". قال فقال أبو لهب : تبا لك! أما جمعتنا إلا لهذا ؟ ثم قال فنزلت هذه السورة :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة.
الآية :[٤٧] ﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾
قوله تعالى :﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ﴾ أي جعل على تبليغ الرسالة ﴿ فَهُوَ لَكُمْ ﴾ أي ذلك الجعل لكم إن كنت سألتكموه ﴿ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ أي رقيب وعالم وحاضر لأعمالي وأعمالكم، لا يخفى عليه شيء فهو يجازي الجميع.
الآية :[٤٨] ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ﴾
قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ﴾ أي يبين الحجة ويظهرها. قال قتادة : بالحق بالوحي. وعنه : الحق القرآن. وقال ابن عباس : أي يقذف الباطل بالحق علام الغيوب.


الصفحة التالية
Icon