" صفحة رقم ٢٨٩ "
السَّوْء ( دعاء معترض، دعى عليهم بنحو ما دعوا به، كقوله عزّ وجلّ :) قَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ( ( المائدة : ٦٤ ) وقرىء ( السُّوء ) بالضم وهو العذاب، كما قيل له سيئة. والسوء بالفتح، وهو ذمّ للدائرة، كقولك : رجل سوء، في نقيض قولك : رجل صدق، لأنّ من دارت عليه ذامّ لها ) وَاللَّهُ سَمِيعٌ ( لما يقولون إذا توجهت عليهم الصدقة ) عَلِيمٌ ( بما يضمرون. وقيل : هم أعراب أسد وغطفان وتميم ) قُرُبَاتٍ ( مفعول ثان ليتخذ. والمعنى : أنّ ما ينفقه سبب لحصول القربات عند الله ) وَصَلَواتِ الرَّسُولِ ( لأنّ الرسول كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم، كقوله :
( ٤٨٦ ) ( اللَّهم صلّ على آل أبي أوفى ) وقال تعالى :) وَصَلّ عَلَيْهِمْ ( ( التوبة : ١٠٣ ) فلما كان ما ينفق سبباً لذلك قيل : يتخذ ما ينفق قربات وصلوات ) أَلا إِنَّهَا ( شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات وتصديق لوجائه على طريق الاستئناف، مع حرفي التنبيه والتحقيق المؤذنين بثبات الأمر وتمكنه، وكذلك ) سَيُدْخِلُهُمُ ( وما في السين من تحقيق الوعد، وما أدلّ هذا الكلام على رضا الله تعالى عن المتصدقين، وأن الصدقة منه بمكان إذا خلصت النية من صاحبها. وقرىء :( قُربة ) بضم الراء. وقيل : هم عبد الله وذو البجادين ورهطه.
) وَالسَّابِقُونَ الاٌّ وَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (
التوبة :( ١٠٠ ) والسابقون الأولون من.....
) وَالسَّابِقُونَ الاْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ( هم الذين صلّوا إلى القبلتين. وقيل : الذين شهدوا بدراً. وعن الشعبي : من بايع بالحديبية وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين ) و ( من ) الأنصار ( أهل بيعة العقبة الأولى، وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن. وقرأ عمر رضي الله عنه :( والأنصارُ ) بالرفع عطفاً على السابقون. وعن عمر أنه كان يرى أن


الصفحة التالية
Icon