" صفحة رقم ٣١٠ "
السورة ) إِيمَاناً ( إنكاراً واستهزاء بالمؤمنين واعتقادهم زيادة الإيمان بزيادة العلم الحاصل بالوحي والعمل به. وأيكم : مرفوع بالابتداء. وقرأ عبيد بن عمير :( أيكم ) بالفتح على إضمار فعل يفسره ) زَادَتْهُ ( تقديره : أيكم زادت زادته هذه إيماناً ) فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً ( لأنها أزيد لليقين والثبات، وأثلج للصدر. أو فزادتهم عملاً، فإن زيادة العمل زيادة في الإيمان، لأنّ الإيمان يقع على الإعتقاد والعمل ) فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ( كفراً مضموماً إلى كفرهم، لأنهم كلما جدّدوا بتجديد الله الوحي كفراً ونفاقاً، ازداد كفرهم واستحكم وتضاعف عقابهم.
) أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون (
التوبة :( ١٢٦ - ١٢٧ ) أو لا يرون.....
قرىء :( ولا يرون )، بالياء والتاء ) يُفْتَنُونَ ( يبتلون بالمرض والقحط وغيرهما من بلاء الله ثم لا ينتهون ولا يتوبون عن نفاقهم، ولا يذكرون، ولا يعتبرون، ولا ينظرون في أمرهم، أو يبتلون في الجهاد مع رسول الله ( ﷺ ) ويعاينون أمره وما ينزل الله عليه من نصرته وتأييده. أو يفتنهم الشيطان فيكذبون وينقضون العهود مع رسول الله ( ﷺ ) فيقتلهم وينكل بهم، ثم لا ينزجرون ) نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ( تغامزوا بالعيون إنكاراً للوحي وسخرية به قائلين ) هَلْ يَرَاكُمْ مّنْ أَحَدٍ ( من المسلمين لننصرف، فإنا لا نصبر على استماعه ويغلبنا الضحك، فنخاف الافتضاح بينهم. أو ترامقوا يتشاورون في تدبير الخروج والانسلال لواذا يقولون : هل يراكم من أحد. وقيل : معناه : إذا ما أنزلت سورة في عيب المنافقين ) صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم ( دعاء عليهم بالخذلان وبصرف قلوبهم عما في قلوب أهل الإيمان من الانشراح ) قُلُوبَهُم ( بسبب أنهم ) قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ( لا يتدبرون حتى يفقهوا.
) لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبّ


الصفحة التالية
Icon