" صفحة رقم ٧٧ "
في سَعْي دُنْيَا طَالَمَا قَدْ مَدَّتْ
وفي حديث عمر رضي الله عنه : لا في أمر دنيا ولا في أمر آخر المراد تنكير الأمر، كأنه قيل : إن ما صنعوا كيد سحري. وفي سعي دنيوي. وأمر دنيوي وآخري ) حَيْثُ أَتَى ( كقولهم : حيث سير، وأية سلك، وأينما كان.
) فَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (
طه :( ٧٠ ) فألقي السحرة سجدا.....
سبحان الله ما أعجب أمرهم. قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود ثم ألقوا رؤسهم بعد ساعة للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين وروي : أنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأو الجنة والنار ورأوا ثواب أهلها. وعن عكرمة : لما خروا سجداً أراهم الله في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة.
) قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (
طه :( ٧١ ) قال آمنتم له.....
) لَكَبِيرُكُمُ ( لعظيمكم، يريد : أنه أسحرهم وأعلاهم درجة في صناعتهم. أو لمعلمكم، من قول أهل مكة للمعلم : أمرني كبيري، وقال لي كبيري : كذا يريدون معلمهم وأستاذهم في القرآن وفي كل شيء. قرىء ( فلأقطعنّ ) ( ولأصلبن ) بالتخفيف والقطع من خلاف : أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ؛ لأنّ كل واحد من العضوين خالف الآخر، بأن هذا يد وذاك رجل، وهذا يمين وذاك شمال. و ( من ) لابتداء الغاية ؛ لأن القطع مبتدأ وناشيء من مخالفة العضو العضو، لا من وفاقه إياه. ومحل الجار والمجرور النصب على الحال، أي : لأقطعنها مختلفات ؛ لأنها إذا خالف بعضها بعضاً