خلفهم ( لعلهم يذكرون ) أي يتذكرون توعدك إياهم
٥٨
قال الكسائي السواء العدل وقال الفراء يقال معناه افعل بهم كما يفعلون سواءا قال ويقال معنى ( فانبذ إليهم على سواء ) جهرا لا سرا قال أبو جعفر هذا من معجز ما جاء في القرآن مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه والمعنى إما تخافن من قوم بينك وبينهم عهد خيانة فانبذ إليهم العهد أي قل قد نبذت إليكم عهدكم وأنا مقاتلكم ليعلموا ذلك فيكونوا معك في العلم سواءا ولا تقاتلهم وبينك وبينهم عهد وهم يتقون بك فيكون ذلك خيانة ثم بين هذا بقوله ( إن الله لا يحب الخائنين )
٥٩
اسم تحسبن وخبره وقرأ حمزة ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا ) فزعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم أن هذا لحن لا تحل القراءة به ولا يسمع لمن عرف الإعراب أو عرفه قال أبو جعفر وهذا تحامل شديد وقد قال أبو حاتم أكثر من هذا قال لأنه لم يأت ليحسبن بمفعول وهو يحتاج إلى مفعولين قال أبو جعفر القراءة تجوز ويكون المعنى ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا فيكون الضمير يعود على ما تقدم إلا أن القراءة بالتاء أبين قال الفراء وفي

__________


الصفحة التالية
Icon