حرف عبد الله بن مسعود ( ولا يحسب الذين كفروا أنهم سبقوا أنهم لا يعجزون ) ويروى ( ولا تحسب الذين ) بفتح الباء وهذا على إرادة النون الخفيفة كما قال الشاعر
( وسبح على حين العشيات والضحى ** ولا تحمد المثرين والله فاحمدا )
وإن شئت كسرت الدال وقرأ عبد الله بن عامر ( أنهم لا يعجزون ) بفتح الهمزة واستبعد أبو حاتم وأبو عبيد هذه القراءة قال أبو عبيد وإنما تجوز على أن يكون المعنى ولا تحسبن الذين كفروا أنهم لا يعجزون قال أبو جعفر الذي ذكره أبو عبيد لا يجوز عند النحويين البصريين لا يجوز حسبت زيدا أنه خارج إلا بكسر إن وإنما لم يجز لأنه في موضع المبتدأ كما تقول حسبت زيدا أبوه خارج ولو فتحت لصار المعنى حسبت زيدا خروجه وهذا محال وفيه أيضا من البعد أنه لا وجه لما قاله يصح به معنى إلا أن تجعل إلا زائدة ولا وجه لتوجيه حذف في كتاب الله جل وعز إلى التطول بغير حجة يجب التسليم لها والقراءة جيدة على أن يكون المعنى لأنهم لا يعجزون وزعم الفراء أنه تجوز قراءة حمزة على إضمار أن يكون المعنى ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا قال أبو جعفر لا يجوز إضمار أن إلا بعوض ومن أضمرها فقد أضمر بعض اسم وقد شبه الفراء هذا بقولهم عسى يقوم زيد وهو لا يشبهه لأن أن لو كانت ههنا مضمرة